لا يمكنك المشاهدة الا بعد الرد
- Spoiler:
- الإذاعة المدرسية أحد ملامح البيئة المدرسية الهامة، وقد برزت كأحد ألوان النشاط المدرسي، واستطاعت أن تتبوأ مكانا مرموقا في النشاط اللاصفي، والذي يعد أساسا متينا من مقومات التربية الحديثة، في الوقت الذي تعد التربية بالترفيه إحدى مقومات التربية الحديثة.
والإذاعة المدرسية لا يجاريها في قدرتها على إثارة كوامن الإبداع أية وسيلة أخرى، كما تعد وسيلة اتصال قوية لخلق العلاقات الاجتماعية والإنسانية إذا أحسن تطويعها، إذ تعد أهم قناة إعلامية مهمة وسهلة في المحيط المدرسي، ويمكن أن تعبر عن الآراء والمواقف والاتجاهات الخاصة بالمجتمع المدرسي، وتعرض أخباره، وإبداعاته، وتبرز صورته، وتعالج قضاياه، وتفيد المجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي.
والحقيقة إن الإذاعة المدرسية تستطيع أن تسهم في التكوين المعرفي والاجتماعي للتلاميذ بصورة تفوق الدروس التقليدية، وذلك لعدة أسباب منها: إمكانية تنويع برامجها التي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثر الصوتي، إذ ثبت علميا أن الصوت البشري يثير صورا ذهنية متنوعة، وإذا صاحب ذلك مؤثرات صوتية فإن ذلك يثير الانفــــــــــعالات، ويسهم في مخاطبة وجدان المستمع، وبالتالي إثارة العواطف الإنسانية.
كما أكدت الأبحاث أن اللغة المسموعة في حياة الطفل على وجه الخصوص يفوق تأثيرها اللغة المكتوبة، لأنها أكثر صلة بفكره، وتعتمد على المشاعر والأحاسيس، فنجد الصوت الرخو أو الناعم، وفي مواقف أخرى جهارة الصوت، وفي أخرى الهمس والترقيق، وكلها تجذب انتباه التلاميذ وتنشط خيالهم.
وتنبثق أهداف الإذاعة المدرسية من أهداف الإعلام التربوي عموما بكل صوره، وتقوم على فلسفة المجتمع المدرسي التي توجد فيه، ومن بين أهدافها: تزود الطلاب بالمعلومات أو الأخبار والمعارف التي تهمهم وتشبع فيهم حب الاستطلاع بحكم تكوينهم الفسيولوجي، وهنا يتحقق أحد أهم أهداف الإعلام التربوي عموما وهو : ربطهم بمجتمعهم المدرسي والمحلي، وتزودهم بالمعلومات والمعارف المتصلة بشئون الدراسة وأنشطتها ونظمها وبرامجها المتنوعة، كما تقدم لهم ألوانا من العلوم والمعارف بصورة مشوقة تقوم على الشرح والتحليل والتفسير والتبسيط، وهي تسعى بذلك إلى إكسابهم مهارات الاتصال الإذاعي، ومهارة التعبير عن أفكارهم، والثقة في تفكيرهم وقدراتهم العقلية، كما تنمي فيهم الروح الجماعية والنظرة الواقعية حينما يسهمون في التخطيط لبرامجها التي تتناسب وأنشطة المدرسة ومجتمعها المحلي، وهم يقدمون هذه البرامج ويعملون على تطويرها وبالتالي تعودهم على البحث والاطلاع وتعرفهم بمصادر المعلومات والقدرة على التذوق، وتشجعهم على التفكير العلمي، وتنمية الخيال العلمي والروح الابتكارية، واكتشاف المواهب ورعايتها، والمحافظة على التراث الحضاري والثقافي، وتوجيههم نحو الاتجاهات والقيم التربوية العليا، كصلة الرحم، والتعاون، واحترام المعلم، وتقدير آراء الآخرين، وحرية التعبير عن الآراء والمواقف